المجلد هو الثالث في مجموعة سلسلة تاريخ العلوم. تضمن المجلد الأول منها الفكر العملي في مختلف الحضارات منذ البدايات حتى نهاية العصر الوسيط. وأتاح المجلد الثاني الذي تلاه نتبع الازدهار، والخطوات الأولى وكذلك نهضة العلم الغربي الحديث في عصر النهضة حتى أواخر القرن الثامن عشر. ولإتمام هذه الملحمة العلمية …جاء هذا المجلد الذي يتناول التقدم الحاصل في مختلف مجالات العلم في القرن التاسع عشر. والتصنيف المعتمد فيه يتطابق بأكثر ما يمكن من الأمانة مع هيكلية هذا العلم. ولهذا يبدو هذا التصنيف أكثر توسعاً ودقة من التصنيفات المتبعة في مختلف أجزاء المجلد السابق يعالج هذا المجلد ظروف الحياة العلمية في أوربا الغربية أولاً، وهي المأوى الأكيد لعلم القرن التاسع عشر، ثم في روسيا وبعدها في الولايات المتحدة، ثم أخيراً في المناطق التي ما تزال جزئياً بمعزل عن النهضة المشهودة للعلم الغربي.
وتدل هذه الفصول المنوعة على تأثير الظروف السياسية والاجتماعية المتزايدة على تطور العلم وعلى التوسع المستمر في هذا العلم المعاصر الذي تمتد سيطرته الجغرافية بصورة تدريجية على كل أجزاء الكون. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة تستبعد تاريخ العلوم الإنسانية وتاريخ التقنيات، مع الاحتفاظ بتحليل لانعكاساتها على الصعيد العملي.
